داء كرون والتهاب القولون التقرحي

داء كرون هو مرض التهابي مزمن في المعي ويتميز بالتهاب في جدار المعي يخترق سمكه بالكامل، وبتكوّن نواسير (ارتباط بشكل غير سليم بين عضو وآخر في الجسم، وفي داء كرون يجري الحديث غالبا عن ارتباط بين المعي الملتهب وبين عضو آخر). قد يصيب المرض الجهاز الهضمي كله، بدءا من الفم وصولا إلى فتحة الشرج.
يتفاوت انتشار المرض في العالم وفق الموقع الجغرافي، وقد سُجِل مستوى انتشار عالي الذي أصاب أكثر من ‏300‏ من بين ‏100,000‏ شخص في أمريكا الشمالية، أوروبا، وإسرائيل. وفق بيانات حديثة، هناك 20,000‏ مريض تقريبا تم تشخيصهم بأنهم يعانون من داء كرون في إسرائيل.

 

 

داء كرون في منطقة فتحة الشرج

حدوث مرض في فتحة الشرج هو مضاعف شائع في داء كرون، ويحدث لدى 28% من المرضى خلال العقدين الأولين منذ التشخيص. المضاعف شائع بشكل خاص لدى المُتعالجين الذين يعانون من مرض نشط في منطقة المستقيم [Rectum]. يتجسد المرض بشكل أساسي في إنتاج نواسير بين القناة الشرجية والجلد في منطقة فتحة الشرج. تشكل النواسير في الواقع قناة ضيقة تبدأ من فتحة داخلية في القناة الشرجية وتصل إلى الفتحة الخارجية على الجلد القريب من فتحة الشرج.
بما أن الحديث يجري عن قناة التهابية تربط بين جدار المعي والجلد، تؤدي النواسير في أحيان قريبة إلى إفرازات التهابية، وفي أحيان أخرى تؤدي إلى إفراز محتويات المعي على سطح الجلد. غني عن الذكر، أن وجود نواسير يؤثر بشكل خطير في جودة حياة المرضى، ويؤدي إلى الإصابة بالمرض بدرجة كبيرة.


الناسور الشرجي (perianal fistulas) في داء كرون

قد تكون النواسير بسيطة أو مركّبة.
تُعرّف النواسير البسيطة بصفتها نواسير منخفضة (مصدرها قريب من فتحة الشرج)، ذات فتحة واحدة، ولا تؤدي إلى تكوّن خُراجة. تُعرّف النواسير كنواسير مركّبة عندما تكون من مصدر أعلى، وتؤثر في العضلات العاصرة الشرجية، وتكون ذات فتحتين أو أكثر أو تؤدي إلى تكوّن خُراجة في منطقة فتحة الشرج.
يُعتبر ‏70-80%‏ تقريبا من النواسير في داء كرون نواسير مركّبة تشكل تحديا علاجيا كبيرا.

 

איור: יותם גלעדי

رسم: يوتام چلعادي

علاجات النواسير الشرجية

في أحيان كثيرة، تكون النواسير المركّبة مقاومة للعلاج الدوائي الروتيني المركّب تحديدا من علاج بالمضادات الحيوية، علاج معدّل مناعي (immunomodulator)، وعلاج بمضادات TNFα‏. قد تعود النواسير بعد إيقاف العلاج لدى 60-70% من المرضى الذين كانوا قد استجابوا للعلاج في البداية، ويتمتع القليل من المرضى فقط بفترة خمود طويلة الأمد.
يؤدي فشل العلاج أو عدم تحمّل العلاج الدوائي إلى عملية جراحية غالبا، بدءا من علاج جراحي موضعي لعلاج النواسير وصولا إلى عملية جراحية لتحريف مسار المعي وإنتاج فغرة (Stoma). لذلك، هناك حاجة كبيرة إلى علاج بديل وناجع لداء كرون الذي يؤدي إلى النواسير.

للإجمال

يشكل داء كرون المركّب الذي تصاحبه النواسير تحديا علاجيا معروفا ويتطلب غالبا دمجا من العلاج الدوائيّ والجراحي. هناك في يومنا هذا علاجات جديدة هي الأولى من نوعها لعلاج النواسير المركّبة مثل علاجات بخلايا جذعية، التي تشكل طريقة علاجية جديدة لدى المرضى الذين لم يستجيبوا لعدد من العلاجات المتبعة..

 

 

 

تاريخ آخر تحديث: