علاج المرض

تنظير القولون:

تنظير القولون هو فحص يُدخل فيه أنبوب بصري مرن عبر فتحة الشرج، ويمر في الأمعاء الغليظة من خلال توجيه مساره حتى يصل إلى طرف المعي الأعور[ [Cecum لدى المرضى الذين يشتبه بأنهم يعانون من مرض المعي الالتهابي تُبذل جهود، في الفحص الأول على الأقل، للدخول عبر الصمام اللفائفي الأعوري إلى داخل المعي اللفائفي بهدف رؤية إذا كان هذا الجزء مصابا بالمرض. يتطلب الفحص تحضيرا للأمعاء باستخدام مواد مُسهّلة بهدف رؤية الطبقة المخاطية من المعي بشكل واضح، وتُعطى أيضا حقنة تخدير طفيف بهدف منع الانزعاج/الألم اللذين يحدثان بسبب نفخ الأمعاء بالهواء، وتحريك الجهاز داخل المعي أثناء الفحص. يستغرق الفحص نصف ساعة بالمعدل تقريبا، وتُلتقط خلاله صور لمناطق مصابة بالمرض، وتؤخذ خزعات للفحص الباثولوجي بهدف المصادقة على التشخيص.


في الفحص الأولي لدى المرضى الذين يشتبه بأنهم يعانون من مرض المعي الالتهابي، من المتبع أخذ خزعات [Biopsy] (خزعتين على الأقل)، من كل واحدة من ست مناطق سواء كانت تبدو سليمة أم لا: المعي الالتفافي، المعي الأعور/ القولون الصاعد، القولون المستعرض، القولون النازل، القولون السيني، والمستقيم. يمكن أخذ العينات خلال الفحص عبر قناة العمل المتوفرة في الجهاز.


متى يُنجز تنظير القولون وتنظير المعي اللفائفي؟

  1. عند وجود شك عرضي ومخبري لمرض الأمعاء الالتهابي من أي نوع كان.
  2. عند وجود رد فعل سريري جيد بهدف رؤية إذا طرأ تحسن على الطبقة المخاطية من الأمعاء (‏MUCOSAL HEALING‏). إذا طرأ تحسن، يكون توقع سير المرض على الأمد الطويل (بما في ذلك خطر المكوث في المستشفى بشكل متكرر أو اجتياز عملية جراحية)، جيد جدا، مقارنة بالمرضى الذين لم تتعافَ الطبقة المخاطية لديهم. عندما يجري الحديث عن التهاب القولون التقرحي، يكفي إجراء تنظير سيني (فحص قصير لتنظير القولون)، بهدف المصادقة على تعافي أو عدم تعافي الطبقة المخاطية، إذ إن المرض يبدأ دائما بفتحة الشرج.
  3. عندما لا يطرأ رد فعل كاف، رغم العلاج، أو إذا تفاقم المرض، يُنجز فحص تنظير القولون مع تنظير المعي اللفائفي بهدف رؤية حجم المرض وحدته، والتأكد من عدم وجود تلوثات ثانوية بالكلوستريديوم، عدوى الفيروس المضخم للخلايا، وغيرها.
  4. كفحص استطلاع للوقاية من سرطان الأمعاء الغليظة، الذي أصبح منتشرا أكثر مقارنة بالفئة السكانية العامة ، لدى المرضى الذين يعانون من المرض طوال أكثر من 8 حتى 10 سنوات.


عند وجود شك لالتهاب القولون التقرحي - يكون فحص تنظير القولون الكامل الخيار الأمثل، وفي الواقع، هذا هو الفحص الوحيد المطلوب، إذ إنه قادر على أن يكتشف المرض الذي يبدأ بفتحة الشرج. بالإضافة إلى ذلك، يمكن معرفة إذا كان المرض يلحق ضررا بشكل متواصل بكل جدار المعي، وينتهي بشكل حاد. يمكن رؤية إذا كان الالتهاب مقتصرا على المستقيم (التهاب المستقيم)، التهاب الجانب الأيسر من القولون (Left-sided Colitis)، في معظم المعي، أم أنه يؤدي إلى الالتهاب القولون بالكامل (Pancolitis)، مع أو دون التأثير بحد أدنى على المعي اللفائفي.
عند النظر عبر المنظار، يمكن مشاهدة اختفاء وضبابية في اللمعان، واختفاء الأوعية الدموية الطبيعية في الطبقة المخاطية من المعي، تفتت الطبقة المخاطية، مع أو من دون نزيف عند اللمس أو نزيف تلقائي وتقرحات. تؤكد الخزعات التشخيص، إذ تُظهر التهابا حادا ومزمنا، وقد تُظهره أحيانا أيضا في مناطق تبدو للوهلة الأولى سليمة.


عند وجود شك أيضا لداء كرون، يكون فحص تنظير القولون + فحص تنظير المعي اللفائفي الفحص الأفضل، لأن المرض يلحق ضررا بوتيرة عالية بالأمعاء اللفائفية، وبالقولون الأيمن، التي يمكن الوصول إليها عبر المنظار وأخذ خزعات. عند إدخال المنظار، يمكن رؤية إذا كان المرض يؤثر في فتحة الشرج - شق شرجي، ناسور أو خُراجة أمام الشرج. لا يتأثر المستقيم بالمرض غالبا، ويبدو سليما. في وقت لاحق، قد تظهر قرحات فموية، أو تقرحات سطحية وعميقة، تقرحات على شكل نجوم أو مستقيمة (‏LINEAR‏)، تلحق ضررا بمناطق معيّنة، وتظهر إلى جانبها مناطق سليمة (‏SKIPPED LESIONS‏) خلافا للضرر الكامل والمتواصل الذي يظهر في التهاب القولون التقرحي. إذا نجحوا في الوصول إلى الأمعاء اللفائفية، يمكن رؤية تقرحات فيها أيضا أو تقرحات من أنواع مختلفة. تصادق الخزعات على وجود التهاب حاد ومزمن. في أحيان قريبة، يمكن رؤية ورم حُبَيبي وخلايا ضخمة شائعة في داء كرون.


قد يلحق داء كرون ضررا بمناطق إضافية في الأمعاء الدقيقة. بما أن علاج المرض في يومنا هذا يعتمد جزئيا على حجم المرض وحدته، من المهم في المراحل الأولى معرفة حجمه. لهذا، يجب إكمال التشخيص عبر أحد فحوص المحاكاة الأخرى مثلا: CTE و MRE، أو كبسولة تصوير. هكذا يمكن معرفة إذا كان المرض قريبا أكثر من الأمعاء الدقيقة، التي لا يمكن رؤيتها عبر فحص تنظير القولون.

 

العودة إلى المقال الرئيسي>

تاريخ آخر تحديث:

תכנים נוספים

אולי יעניין אותך לקרוא גם על: