داء كرون والتهاب القولون التقرحي

 

الوسائل غير الاجتياحية التي تقف أمامنا، هي من مجال علم الأشعة غالبا، فيما عدا كبسولة التصوير.

كبسولة التصوير

في الواقع، يجري الحديث عن منظار يصل حجمه إلى قرص فيتامين كبير (11X26 ملم) يتضمن كاميرا، مصدر ضوء، بطارية، وجهاز إرسال، يتيح جميعها له التصوير والبث (في الجيل الجديد من الكبسولة PILLCAM TM SB3، يمكن التقاط صورتين حتى ست صور في الثانية، وفق سرعة حركة الكبسولة في الأمعاء الدقيقة). الهدف من كبسولة التصوير هو محاكاة كل الأمعاء الدقيقة أثناء التصوير. تُرسل الكبسولة الصور باستخدام موجات RF إلى جهاز استقبال متوفر في حقيبة صغيرة لدى المفحوص طوال كل الفحص.
بعد انتهاء البطارية، والتصوير/البث (نحو 10 حتى 12 ساعة في أجهزة الجيل الجديد)، يتم تحميل المواد إلى منظومة خاصة تتيح مشاهدة متواصلة للتسجيل (كما هي الحال مع فيلم الفيديو)، ويمكن أن يحدد مَن يشاهد الصور سرعة البث والمشاهدة. يمكن تحميل جزء من النتائج الخاصة ودمجها في التقرير النهائي الإجمالي للفحص.


الفحص ودي جدا وسهل. يتضمن التحضير للفحص تناول تغذية سائلة في اليوم الذي يسبق ابتلاع الكبسولة، وصوما مدته 12 ساعة. يتم ابتلاع الكبسولة مع كأس من الماء، وفي الواقع، يمكن العودة إلى النشاطات اليومية العادية. بعد مرور ساعتين على ابتلاع الكبسولة يمكن تناول السوائل الصافية وبعد مرور 4 ساعات على ابتلاعها يمكن تناول وجبة خفيفة.


تُستخدم الكبسولة في أمراض المعي الالتهابية بشكل أساسي لدى المرضى الذين هناك شك لديهم لوجود داء كرون، والذين لم يظهر لديهم الفحص الأولي - فحص المعي اللفائفي - تنظير القولون أية نتائج وما زال هناك شك عال لوجود المرض. عندما يصيب المرض جدار المعي، تتغلب قدرة الكبسولة على الاكتشاف على الوسائل السينية المعروفة - CTE، MRE‎، وحتى على تنظير الأمعاء اللفائفية - تنظير القولون ، ولكنها ليست قادرة على أخذ خزعات. قد يحاكي التَشخيص التفريقي الأساسي داء كرون أثناء فحص كبسولة التصوير، بما في ذلك لدى المرضى الذين لديهم داء السيلياك أو الأشخاص الذين يتناولون أدوية من مجموعة الأدوية المضادة للالتهاب اللاستيرويدية. لهذا يوصى بتجنب استخدام هذه الأقراص في الشهر الذي يسبق الفحص، وإنجاز فحص للعثور على أجسام مضادة للسيلياك بهدف التأكد من أن الحديث لا يجري عن هذا المرض.


صورة مميزة لداء كرون في فحص كبسولة التصوير:

 

תמונה אופיינית לקרוהן בבדיקת גלולה

 

طُوّرَت مؤخرا كبسولة خاصة للمرضى الذين من المعروف أنهم يعانون من داء كرون. تشبه الكبسولة كبسولة الأمعاء الغليظة – وهي أكبر بقليل، 31X11 ملمتر، وتتضمن كاميرا من كلا الجانبين، تتيح الرؤية بزاوية واسعة تصل إلى 172 درجة، وتتغير سرعة التصوير وتصل إلى 35 صورة في الثانية. تلتقط الكبسولة صورا لكل الجهاز الهضمي، بدءا من الفم وصولا إلى فتحة الشرج. وهي سهلة الاستخدام جدا عند متابعة المرضى الذين يتلقون علاجا بأدوية بيولوجية، بهدف رؤية تأثير العلاج على تعافي الطبقة المخاطية للأمعاء الدقيقة والغليظة على حد سواء. فضلًا عن ذلك، هي جيدة للاستخدام عند وجود نقص الملاءمة بين شكاوى المريض والنتائج المخبرية، وتتيح رؤية التشخيص والمصادقة عليه. إن قدرة اكتشاف الكبسولة للآفات في الطبقة المخاطية للأمعاء الدقيقة لدى مرضى كرون المثبت، تتفوق من ناحية إحصائية على قدرة الصور السينية المختلفة، لا سيما بفضل إنجازاتها الجيدة في النصف العلوي من المعي، ولكن تعادل نجاعتها فحص تنظير القولون + تنظير الأمعاء اللفائفية.


بسبب الخوف من أن تعلق الكبسولة في منطقة ضيقة في الأمعاء، يمكن في البداية ابتلاع قرص وهمي لا يلتقط صورا، يعادل قطره قطر كبسولة عادية: إذا تم إفراز القرص الوهمي بالكامل، يمكن ابتلاع قرص عادي دون قلق. إذا ظلت الكبسولة الوهمية لأكثر من 30 ساعة في الأمعاء، تذوب، ويتم إفرازها بشكل غير كامل - دون الخوف من أن تعلق في منطقة ضيقة.


 تُستخدم الكبسولة في داء كرون المعروف غالبا: 

  1. لمعرفة حجم المرض، وإذا كان سيحدث تأثير بفضل التغيير الدوائي.
  2. متابعة تأثيرات العلاج الدوائيّ (تعافي الطبقة المخاطية).
  3. عند نقص الملاءمة بين الفحص السريري، الشكاوى، والنتائج المخبرية.
  4. لدى مرضى داء كرون في الأمعاء الغليظة، وعند نقص الشَرح الكافي لشكاوى المريض أو النتائج المخبرية، وعند وجود شك لمرض في الأمعاء الدقيقة.
  5. للتنبؤ بعودة داء كرون بعد إجراء عملية جراحية.

فحص ‏CTE‏:

هذا هو فحص CT مع مادة تباين عبر الوريد، والفم (Computed Tomography Enterography)، وقد أصبح فحصا شائعا جدا، وهو قيد الاستخدام الواسع كوسيلة مساعدة لتشخيص داء كرون، تحديد حجم المرض، والمضاعفات خارج الأمعاء - النواسير، الخُراجات، الثقوب، مشاكل في الهيكل العظمي، وغيرها.


أفضليات الفحص هي:

  1. الفحص متوفر جدا، ويستغرق وقتا قصيرا.
  2. التقنية معيارية، وليست منوطة بمجري الفحص.
  3. يستطيع تشخيص حجم المرض، وتشخيص مرض التهابي نشط مقارنة بمرض تندبي.

السلبية الأساسية للفحص هي التعرض للأشعة المتكررة، إذ يجري الحديث عن مرضى شبان لديهم مرض مزمن، يصلون كثيرا إلى غرفة الطوارئ، ويتعرضون جدا في أحيان كثيرة للأشعة التي تشكل جزءا من الفحص.


صورة ‏CTE‏ مميزة: 

 

MRE‏:

هذا هو فحصMRI (Magnetic Resonance Imaging) مع مادة تباين تُعطى عبر الوريد والفم، وهو شبيه من حيث دلالاته وقدرته على التشخيص بفحص CTE، ولكن لا تُستخدم فيه الأشعة لهذا هو آمن أكثر. في يومنا هذا، أصبح هذا الفحص مقبولا اكثر، ويُستخدم استخداما واسعا لدى الأطفال الذين لديهم داء كرون، الذين يتوقع أن يعانوا لعشرات السنين من المرض، ويتعرضوا للتصوير، وكذلك لدى البالغين الذين اجتازوا فحص CT في الماضي. في العالم المثالي، هذا هو الفحص الأفضل عندما يجري الحديث عن فحص بالأشعه.


تتضمن سلبيات الفحص:

  1. التوافرية (هناك نقص في الأجهزة).
  2. يستغرق الفحص وقتا طويلا.
  3. الجهاز مغلق وخانق.
  4. يتطلب تعاونا من المريض، إذ إن الحركة تزعج إنجاز الفحص.


النتائج التي تشير إلى وجود مرض التهابي نشط شبيهة جدا أو أنها شبيهة بالنتائج التي تشاهد خلال فحص CTE‏. هكذا أيضا القدرة على عرض وتحديد المضاعفات خارج الأمعاء.



صورة ‏MRE‏ مميزة:

تصوير بالموجات فوق الصوتية (أولتراساوند) للبطن معد للأمعاء:

تصوير بالموجات فوق الصوتية (أولتراساوند) للبطن المعد لتصوير الأمعاء هو فحص اكتسب زخما في السنوات الأخيرة.
أفضلياته بارزة للعيان:

  1. وسيلة رخيصة ومتوفرة في كل مكان.
  2. لا يتضمن الأشعة.
  3. متوفر للتشغيل بينما يكون المريض في السرير.

عندما ينجزه خبير ماهر، يكتشف الفحص المرض، نشاطه، وجزء من مضاعفاته.
السلبيات بارزة للعيان أيضا:

  1. يتطلب مهارات كثيرة، وتقنية خاصة لعرض الأمعاء.
  2. هذا الفحص ليس فحص استطلاع لتحديد انتشار المرض، بل هو فحص يستطلع طبيعة المنطقة المتضررة، ومضاعفات المرض.
  3. يعتمد هذا الفحص على مُجري الفحص، ويستغرق وقتا طويلا نسبيا.

للإجمال:

  • هناك اشتباه لدى المريض الذي يشكو من الإسهال المخاطي، الدموي المتواصل لعدة أسابيع، والذي يرافقه الشعور بالحاجة إلى التبرز بأنه يعاني من التهاب القولون التقرحي.
  • يمكن أن تؤكد الفحوص المخبرية الأساسية مثل تعداد الدم، وفحص CRP (C-Reactive Protein) هذا الشك أحيانا.
  • افتراضا أن فحوص البراز سلبية، يجب إنجاز تنظير القولون على طول المعي أو جزء منه، لتشخيص المرض، وأخذ خزعات خلال هذا الفحص.
  • تزيد الآلام المتواصلة في البطن اليمنى السفلى، التي يرافقها إسهال مائي، تعب، وضعف، الشك لوجود داء كرون.
  • كما تزيد علامات الالتهاب المتزايدة في الدم (‏CRP‏) وفي البراز (كالبروتكتين) إضافة إلى فقر الدم هذا الشك.
  • بهدف التشخيص النهائي، يمكن إنجاز تنظير الأمعاء اللفائفية - تنظير القولون وأخذ عينات، ويتم التشخيص وفقا لذلك. إذا كان هناك شك عال وفشلت وسائل التشخيص المذكورة أعلاه، هناك حاجة إلى متابعة الفحص بكبسولة التصوير، أو CTE‏/‏MRE‏.

 

العودة إلى المقال الرئيسي>

تاريخ آخر تحديث:

תכנים נוספים

אולי יעניין אותך לקרוא גם על: